كثيرا منا لا يعرفه للاسف الشديد ..لايعرف افكاره عن اليهود ..لايعرف كنه عبقريته التي غابت عن عقول حكامنا الذين من الغباء المفرط ان يضيعوا هذا الكنز في عقل الرجل وافكاره شديدة التعقيد ومن شدة تعقيدها انك ستفهمها بسهوله بشىء من الجهد والمثابرة ..لن اطيل عليكم انه العبقري جمال حمدان ولن احكي عن سيرة الرجل واهم مايميزه فقد تناولت ذلك في تدوينة عنه وعن افكاره في مدونة الفردوس الضائع ووعدت قرائها الكرام انني سأتناول افكار الرجل عن اليهود وها قد جاءت اللحظة ..............
فأنتبهوا لي جيدا وافيقوا للافكار التالية :
كتاب اليهود انثروبولوجيا من اهم كتبه في هذا المجال بحكم انه متخصص في علم الجغرافيا والتي رأها جمال حمدان انها ليست جبال وهضاب وانهار بل انه روح ووجدان وتاريخ متحرك بل انه اللغز والمفتاح الحقيقي لفهم التاريخ بماضيه وحاضره ومستقبله وهو في هذا الصدد افني حياته من اجل ذلك ومن اجل ايجاد استراتجية خاصة بالدول العربية والاسلامية في مواجهة اليهود والصهاينة ..
سأتناول اليوم في هذه التدوينة اراء هامة لحمدان بصدد كتابه وما سأكتبه يعد تلخيصا لافكاره في الكتاب ..
نبذة عن الكتاب :
يعتبر هذا الكتاب هذا بحث صغير عن تاريخ اليهود من الناحية الانثروبولوجية ( ولست بصدد ان اشرح معني الكلمة ويمكنهم بضغطة واحدة علي الكلمة ستعرفون معناها ..) وهذا العلم هام في معرفة تاريخ اليهود من خروجهم الاول من فلسطين حتي دخولهم مرة اخرى في القرن العشرين ليبنوا دولتهم المزعومة .. الكتاب من طبعة دار الهلال عام 1996 اي بعد موت جمال حمدان ب 3 سنوات .. الكتاب به مقدمة مهمة لدكتور عبد الوهاب المسيرى رحمه الله عن طبيعة الافكار التي يسردها حمدان عن اليهود واهمية البحث والتدقيق في هذا المجال كي نعرف مع من نتعامل ..
محتوى الكتاب :
تناول جمال حمدان بعض من اراء الزعماء العرب كفيصل بن الحسين الهاشمي الذي اصبح ملكا علي العراق بعد ذلك والذي قال ذات مرة " ان العرب واليهود ابناء عم من الناحية العنصرية " بهذه الكلمة بدأ حمدان كتابه والتي اراها تتمحور حول هذه الجملة وتسائل حمدان هل نحن العرب ابناء عم مع اليهود ؟ وهل هناك صلة دم وقرابة بيننا وبينهم ؟
تناول حمدان انساف الفكرة من الاساس وذلك عن طريق بعض النقاط التي سأتناولها بشىء من التفصيل علي مدار حلقات وستكون الحلقة الاولي منها الان مخصصة لتاريخ اليهود قديما:
1/في التاريخ القديم حيث ابراهيم عليه السلام الذى ظهر في التاريخ هو وقومه كجماعة من الرعة الرحل علي مشارف التخوم الاستبسية لمملكة الكلدانين في اور بالعراق وكانوا قبل ذلك قد هاجروا من قلب الجزيرة العربية وفي 1800 قبل الميلاد هاجر ابراهيم في قومه الي حوران ثم الي فلسطين حيث استقر ابو الانبياء وانجب في فلسطين اسحق ومن وراء اسحق يعقوب ومن ابناء يعقوب ال12 سيتكون بما يعرف بالاسباط او القبائل الاثنتا عشرة في التاريخ والتوراة
اما عن الهجرات التالية فكانت في القرن الرابع عشر قبل الميلاد ومن هنا اصبح هناك ثلاث تسميات علي حسب الهجرة
الاولي اسرائيل .. الثانية العبرانيين .. الثالثة اليهود
اما عن الاولي فهي علي تسمية الجد الاعلي لليهود وهو يعقوب عليه السلام والثانية مشتقة من كلمة عبروا من كلدان بالعراق الي كنعان حيث عبروا نهر الاردن الي فلسطين وستجدوا هذه التسمية في النصوص المصرية القديمة
اما عن التسمية الثالثة اليهود فمشتقة من يهودا او الاله الشعبي لهذه القبائل حيث اطلقوا عليه ياهو وهي بالعربية تعني
يا هو وهي تعني الله سبحانه وتعالي ..
ويجب ان نفرق بين الكنعانيين وهم السكان الاصليون لفلسطين وكانوا يسكنون الاقليم السورى بأكمله بما فيهم الفينقيون علي الساحل اللبناني الي جانب الاديميين والعمورين والاراميين وغيرهم من هجرات الموجات السامية الاتية معظمها من الجزيرة العربية وكان علي العبرانيون ان يحاربوا الكنعانيين والقبائل الاخري كي يجدوا ملاذا في هذه الارض ولكنهم لم يستقروا الا في المناطق الفقيرةالداخلية وكانوا كالعصابات التي تغير علي تخوم اي مملكة
علي اية حال لم يستمر الحال كذلك حتي نرجع الي قصة يوسف عليه السلام وكيف جاء الي مصر وبعده هجرة اليهود من البدو الي ارض مصر الخصبة وعاشوا في مصر الي زمن الفرعون رمسيس الثاني والذى ظهر له النبي موسي عليه السلام والقصة الشهيرة في القرأن حتي الخروج من مصر وقصة التيه لمدة 40 عام في سيناء لرفضهم القتال ضد الكنعانيين ( العمالقة ) لينتهي جيل الخنوع والذلة ويأتي يوشع بن نون ويعبر بهم الي فلسطين ثم قصة داوود وجالوت لتتكون مملكة لليهود في فلسطين برئاسة النبي سليمان عليه السلام وتبدأ مرحلة جديدة في عهد اليهود لسنا بصددها حتي تدمير المملكتين اليهودتين في فلسطين علي يد المصريين والعراقيين وتبدأ مرحلة الشتات وهي مرحلة هامة جدا في تاريخ اليهود وخاصة السبي البابلي واستقرار اليهود في العراق وعدم رجوعهم مرة اخري الي فلسطين الا القليل ..
يهود العراق: استقروا حتي العصر الاسلامي ولكنهم ابيدوا ككل سكان العراق اثناء الغزو المغولي ولم يبق منهم الا القليل .. ومن العراق هاجر البعض الي ايران وبلاد ماوراء النهر الان افغانستان وبلاد القوقاز في وسط اسيا
يهود الجزيرة : لم تذكر المصادر التاريخية تاريخ ظهورهم وهل هم يهود بني اسرائيل ام لا وقد استقروا في بعض المدن من اهمها يثرب وهي تسمية يهودية بالاساس ومدينة خيبر بشمال الجزيرة ولكن علي الارجح انهم ليسوا من الهجرات اليهودية بل انهم من المتحولين الي اليهودية ..وبذلك نسقط نظرية انهم من يهود بني اسرائيل
يهود اليمن : وهم ايضا من المتحولين الي اليهودية خاصة في عهد يوسف ذو النواس الذى كان يهوديا واجبر السكان علي الدخول في اليهودية
يهود المغرب: وهم علي الا رجح من اليهود الذين تشتتوا ايام الاسر البابلي حيث انهم هاجروا الي الغرب واختلطوا بالبربر واطلقوا علي انفسهم البلشتيم وهي تحريف فلسطين ومن المؤكد ان كثير من البربر تحولوا الي اليهودية الي ماقبل دخول الاسلام في هذه البلاد ...
الشتات الهيليني : تبدأ هذه المرحلة بفتوحات الاسكندر الاكبر وكان من ضمنها فتح فلسطين وتستمر هذه المرحلة طوال عصر البطالمة والسيلوقيين في سوريا مرورا بالبيزنطيين وتمركز فيها التواجد اليهودى حول البحر المتوسط ومن اكبر اماكن التواجد اليهودى في مدينة الاسكندرية والبلقان وحول البحر الاسود وقد قاوم اليهود الصبغة الهيلينية وواجوها
بالثورة المكابية والتي كانت من اخطر ثورات اليهود ولكن انتهت بالفشل .. وكانت المناطق جنوب روسيا وشرقها من اهم اماكن اليهود في هذه المرحلة وقد افلتوا من قبضة البرابرة في اوربا حيث القوط والهون والتتار . وبذلك استقر اليهود في مناطقهم التقليدية حول روسيا في اوكرانيا الان وبولندا وشرق اوربا عموما لتسمي بحظيرة اليهود..
الشتات الروماني :وهو اخر شتات لليهود في التريخ القديم حيث انتقل جزء كبير من يهود فلسطين الي العالم الروماني مع الفتح الروماني لفلسطين قرب العهد الذي ظهر فيه عيسي عليه السلام ..حيث استقر اليهود فيما وراء الراين في وسط اوربا واسبانيا القوطية وايطاليا وفرنسا علي نهر الرون وفرانكوفرت التي كانت معقل كبير لهم ويقال ان الاحصاء في هذه المرحلة قدر عدد اليهود حوالي بين 7 الي 8 بالمائة من سكان العالم الروماني ونفهم من خلال ذلك ان هذا عن طريق التحول الي اليهودية من العناصر السكانية التي هاجر اليها اليهود ..
مرحلة الحروب الصليبية : تعرض اليهود الي الاضطهاد الذى كان مثل النار في الهشيم بين الاوروبين ضد العرب في المشرق واليهود في الدول الاوربية وقد ادي ذلك الي تغير جذرى في الخارطة السكانية لليهود حيث اختفي اليهود من فرنسا في اواخر القرن 12 اما يهود ايطاليا فظلوا متقوقعين علي انفسهم اما عن يهود المانيا واسبانيا فلهم قصة اخرى تماما...
الاشكانازيم والسفارديم:
وهما لفظتان من التوراة واطلقت علي العناصر اليهودية سواء في المانيا او اسبانيا
الاشكنازيم علي يهود المانيا والسفارديم علي يهود اسبانيا اما عن يهود المانيا فنالهم من التعصب الصليبي الكثير وانتقلوا الي بولندا وشرق اوربا وجنوب روسيا وروسيا ذاتها وقد لقبوا انفسهم بالاشكنازيم وذلك اعتقادا منهم بانهم من نسل قبيلة يهودا اما السفارديم من نسل قبيلة بنيامين ..
علي اية حال استمر الوضع حيث الاشكنازيم في شرق ووسط اوربا ام عن السفارديم او يهود اسبانيا والبحر المتوسط فقد ظلوا في الاندلس الاسلامية الي سقوطها في 1492 وعانوا من الاضطهاد الاسباني المتمثل في محاكم التفتيش الرهيبة جنبا الي جنب مع المسلمين وهاجر اليهود بعدها باعداد كبيرة الي سواحل المغرب والبحر المتوسط والامبراطورية العثمانية واستقروا فيها الي العصر الحديث ..
بذلك تنتهي الحلقة الاولي من تاريخ اليهود انثروبولجيا
يتبع ان شاء الله
ساستقبل التفسيرات اذا كان هناك منها في التعليقات ومن يجد معلومة حول هذا الموضوع يزودني بها
تحياتي للجميع