الأحد، 18 سبتمبر 2011

ايام من سبتمبر

هل هو القدر ؟؟

ام هي لعبة الاعجاز الرقمي الذى يعتقد البعض فيه

ام هو التشابه التاريخي المرعب احيانا ؟

ام ان للاقدار مشيئة لتبين من الذى علي الدرب ومن حاد منه الي دروب اخري قوامها الخزى والعار احيانا وقوامها الجبن والخوف دائما ؟

بالطبع كل هذه الاسئلة يمكن الاجابة عليها اذا تتبعنا الحدث وتأملنا فيه مليا ،علي اي حال تعالوا بنا نغوص الي اعماق الاحداث والمشاهد لكي نتأكد جميعا ان الامر ليست بالصدفة البحتة وان التاريخ دائما وابدا يلعب لعبته المسلية معنا ...

المشهد الاول :

رجل في منتصف العمر تنظر اليه تجده انسانا عاديا ،لكن هو في الحقيقة قد يكون من فئة السوبر مان او الرجل الذى يحمل المهام الصعبة فوق اكتافه وذهنه يعمل من اجل قضية ما وبالفعل هو كذلك ،الرجل ذو المنصب المرموق في لندن يتبع جهاز المخابرات المصرى وتكون مهمته تغطية النشاطات الصهيونية في بريطانيا ،من اقترب منه يوما يقول عنه دمث الاخلاق ،طيب المحيا ، مخلص لعمله ،وطنيا ...... انه محمود نور الدين ...

نقطة فارقة في حياة الرجل عندما ذهب السادات بعيدا الي الكنيست ذاته بيت الدولة العبرية ليعرض السلام ويجلب لمصر الرخاء هكذا كان يفكر الرئيس الاب او لنقل الرئيس العمدة الذى عارضه بعض من المقربين ان هذا خطر ولكنه لم يسمع الا صوت عقله كعادة متحكمي الامور في المحروسة ..السادات ذهب والرجل يستقيل من المخابرات ويقرر فتح جريدة 23 يوليو ويذهب بعيدا في مواقفه ليكون ضد السادات ومعارضا له وبعدها تغلق الجريدة لعدم وجود التمويل الكافي ...

المشهد الثاني :

وسائل الاعلام تعرض صورة مباشرة الي احداث السفارة الاسرائيلية في القاهرة ،الشباب يحتشدون حولها ،يهدمون الجدار العازل ،هناك من يكتب علي تويتر هدمنا الجدار بالكامل "دة زى البسكوتة " ويكتب اخر "في ناس اقتحمت السفارة " ،بعدها نرى ونشاهد منظر الاقتحام واوراق السفارة تطير في الهواء ،وهناك من يتسلق لينزع العلم الاسرائيلي ويلقيه وسط التهليل ......

المشهد الثالث :

زيفي كيدار كان الضحية الاولي ..كان زيفي كيدار مسئول الامن في السفارة الاسرائيلية الهدف الاول الذى يطاله تنظيم ثورة مصر ..او لنقل بمنتهي الثقة التنظيم الشعبي الاول لمقاومة التطبيع ..

محمود نور الدين يرجع الي مصر ويؤسس في الخفاء هذا التنظيم الذى ضم خالد جمال عبد الناصر وكان ممولا فيما يبدو ويضم شريف نجل حسين الشافعي نائب رئيس الجمهورية حتي عام 1975 ويضم اخو نور الدين احمد عصام الدين والكثريين ممن اعجبتهم الفكرة ..ولكن ماهو هدف التنظيم ..

كان محمود نور الدين ناصريا يتبني افكار القومية العربية ومناهضة الصهيوينة ..حسنا لن احبذ ان اكتفي بهذه الجملة وكفي بل انني افضل انه كان مصريا مخلصا وطنيا انشأ تنظيما مقاوما لمناهضة الموساد في مصر وقد كان

نفذ التنظيم عمليات قتل منظمة ضد الاسرائليين وتطور الامر الي الامريكين .كانت ضحاياه

زيفي كيدار مسئول الامن في السفارة الاسرائلية

البرت اتراكشي المسئول السابق في الموساد لشئون انجلترا وكان نور الدين يعرفه وحكي عنه انه كان يتلذذ بقأ عيون الاسرى المصريين في سيناء

ايلي تايلور رئيسة الجناح الاسرائيلي في معرض القاهرة الدولي في مدينة نصر

عمليات ضد مسئولين في المخابرات الامريكية تابعين للسفارة في القاهرة .

...........

التنظيم الشبح الذى ينفذ عمليات قوية ويختفي كلمح البصر ..تنظيم احرج الجميع وكان اولهم الرئيس المخلوع ولكن ماذا عن الشعب ؟

كان الشعب المصري يرى تنظيم ثورة مصر وكأنه المخلص في موضوع التطبيع الذى دخلت فيه مصر بقدميها من عام 1979 ولن نجد مثال اكثر من مثال هتاف طلبة جامعة القاهرة "ثورة مصر ..طريق النصر "....لكن جاءت النهاية سريعا ....

المشهد الرابع :

كانت الخيانة هي النهاية المحتومة لتنظيم ثورة مصر عندما قرر اخو نور الدين الخيانة ..

احمد عصام الدين يقرر ان يخون اخوه والتنظيم ويتصل سرا بالسفارة الامريكية من اجل نصف مليون دولار وزيادة عليهم الجنسية الامريكية هنام عدة تفسيرات للخيانة ولكن برأى ان الخيانة هي الخيانة والاهم ان عصام خان رفاقه والتنظيم انتهي نهاية لم تكن في حسبان محمود نور الدين ورفاقه ..

الان محمود نور الدين امام النيابة يدلي باعترافته حول تنظيم ثورة مصر ..يقبض علي الجميع ماعدا خالد عبد الناصر الذى غادر الي يوغسلافيا ..

انتهي المشهد ...

المشهد الخامس :

عام 1998 جنازة مهيبة يحرق فيها العلم الاسرائيلي مقترن بعلم الولايات المتحدة لم تكن هذه جنازة الا لمحمود نور الدين الذى قضى نحبه في سجنه في 16 سبتمبر وكأن القدر يخرج لنا حكمة وعبرة مطوية لا يجدها الا من يلتقط الاحداث ..

مشهد اخر متداخل

جنازة اخرى لرفيق محمود نور الدين وهو خالد عبد الناصر في نفس اليوم الذى مات فيه محمود نور الدين ولكن الاهم من هذين المشهدين مشهد اخر ....

المشهد السادس :

السادات يرتدى بذلته الانيقة امام الكاميرات مبتسما الي جواره مناحم بيجن رئيس الوزراء الاسرائيلي ويقف متوسطا جيمي كارتر الرئيس الامريكي اما الايدى فانظر جليا ستجدها التحمت في انسيابية رائعة تذكرك ان هؤلاء اتفقوا علي شىء ما ..لم يكن هذا الشىء الي سلام مع الذى كان عدوا بالامس ...

تنظر اليه الان كذكرى سيئة ولكن الوقع الاكبر من السوء لو كنت حضرت هذا المشهد ورافض له كمحمود نور الدين ورفاقه ..اظنه اهم المشاهد علي الاطلاق ..مشهد بكل المشاهد بل نقل انه الاصل في المشاهد او لنقل بلغة السينما انه "ماستر سين " المشاهد السابقة ...

كان المشهد السابق في 17 سبتمبر عام 1979 حيث وقعت معاهدة السلام في منتجع كامب ديفيد في ولاية ميرلاند بالقرب من واشنطن ...

الان وبعد كل هذه المشاهد نقل ان القدر متمثل في العاب التاريخ المسلية هي من فعلت هذا يموت من يقاوم في ذكرى من يهادن .. تتجلي الشجاعة في ذكرى الجبن والخزى احيانا ..نتفق او نختلف مع تنظيم ثورة مصر ..نتفق او نختلف مع معاهدة السلام ..نتفق او نختلف مع اقتحام السفارة الاسرائيلية اخيرا ..ولكن يبقي في النهاية ان نتفق علي امور عدة او لنقل كلمة سواء بيننا

ان التاريخ يحكي لك احداث دقيقة بمنتهي الصدق لا يكذب عليك ولك ان تختار اي الفريقين ...

الان ردد ورائى هذه الجملة :

ذكرى من يقاوم مع ذكرى من يهادن ..ذكرى الشجاعة ..مع ذكرى الجبن والخزى احيانا ...

هذا المقال اهديه

لكل من قاوم ظلما ومازال يقاول ..

الخميس، 30 ديسمبر 2010

عار


ماذا يريدون بالظبط ؟ ماذا يريدون ؟ هل يريدون ان نخضع ونخنع كما فعل في عام 78 الي الان ؟
الان في دمنهور تقام احتفاليات الصهاينة بمولد ابو حصيرة ..يعتقل اناس من اجل قيامهم بتعليق لافتات ضد الصهيونية
يعتقل 50 شخص من اجل تأمين هذه الاحتفالات ..توجه تهم التجمهر والانتماء الي جماعة محظورة ..وهذه تهم ليست بالغريبة علي الجهاز الامني ..ولكن التهمة الجديدة معاداة الصهيونية ..ياسلام ( مش بعيد يعتقلوني عشان فاتح المدونة دي ) اذا كانت هذه تهمة فأراها افضل تهمة في التاريخ ..وارى ملفقوها اقذر اناس علي وجه الارض ..
الخبر هنا وهناك خبر مستفز اخر عن حفيد ابو حصيرة هنا ...

واهدى لكم هذا الفيدو معبر جدا عما نحن في


تحياتي لكم




الجمعة، 26 نوفمبر 2010

يوم سبتهم (1)


انتخابات عام 1999م داخل الكيان الصهيوني التي شهدت كالعادة ائتلاف حزبي وقد احتل المركز الثالث في ترتيب الاحزاب الفائزة بالمقاعد حزب شاس الديني ليحصل اثناء هذه الانتخابات علي سبعة عشر مقعدا في الكنيست ..هل هي اول انتخابات يدخل فيها شاس الحزب الديني اليميني ويكون له وزراء يقبعون في مبني رئاسة الوزراء ؟؟ ام ان للحكاية فصول وتفاصيل اخرى ؟؟انه شاس ياسادة حزب اسرائيل الديني ...

ש״סاو شاس بالعربية او اختصار لشسا سداريم التي تعني المباحث الستة في التوراة ..من الواضح ان شاس اتخذ من التوراة قدوة ومثل اعلي ..حزب توراتي يعبر عن السفارديم او اليهود الشرقيين ..اليهودى القادم من العراق او مصر او المغرب او اليمن سيجد ملاذا وامنا داخل ربوع الحزب وافكاره ..سيجد داخله افكار السفارديم المعبرة عن حياتهم وتقاليدهم وتمثيلهم في الانتخابات ليقول اليهودى الشرقي الان اصبح لي درع من الاشكيناز وسيف موجه ضدهم في بعض الاحيان ..هناك العنصرية داخل الدولة العبرية ذاتها الاشكيناز في يدهم السلطة والثروة والسفارديم اتوا من بلدان متخلفة اصلا اذن فليس لهم الحق في التمثيل ومكانهم في الكيبوتس او علي اقل تقدير في الموساد..

عوفاديا يوسف المولود في العراق عام 1920 ليهاجر بعدها الي ارض الميعاد ويلتحق بالمدارس التوراتية ثم يلتحق بالحخامية في القاهرة قبل ثورة يوليو وبعدها يرجع الي فلسطين المحتلة ليكون امام موعد مع القدر ويرتقي في هذا السلك ليصبح بعد ذلك مؤسس شاس وزعيمه الروحي ..حزب شاس الديني الذى طالما اختلف اختلافا جوهريا مع الصهيونية ولكنه دخل اخيرا في حركة الصهيونية العالمية عن طريق هيئة الهستدروت العالمية ذات الصبغة الصهيونية ليؤكد لك ان اليهودية والصهيونية احيانا يلتقيان خلاف مايظن البعض ..وقف شاس دائما مع النواحي التوراتية حتي في السياسة الي جانب المجال الاجتماعي والاقتصادي الذى يقوم به الحزب ببراعة داخل المجتمع بدعم مالي حكومي الي جانب من يهمه الامر في المجتمع ..اذن نستنتج ان الحزب شمولي لا يرى ابدا النواحي السياسية فقط بل عينه اولا واخيرا علي الفرد اليهودى الذى طالما نظر الي الحزب انه ممثل التدين داخل الدولة وهذا يقودنا الي تفسير اكثر ايلاما في اوطاننا المنكوبة بعقول خربة ابعدت الدين عن كل شىء في الماضي والحاضر ايضا ..ليس هذا موضوعنا علي اية حال ..

حركة شاس ماهي الا افراز طبيعي لافكار اليهود المتاعقبة منذ الاف السنين كما يبينها الكاتب "اسرائيل شاحاك " في كتابه الذى سأتناوله بالتفصيل ولكننا الان بصدد معرفة شاس والافكار التي تبني عليه ..شاس الحزب الذى قام عام 1984 بعد ان انشق عن حركة اغوات يسرائيل الممثلة للتيار الديني المتزمت في المجتمع الاسرائيلي ..اصبحت حركة شاس الممثل الخاص للمتدينين ..تدخل الانتخابات باسمهم معبرة عن طموحاتهم عن افكارهم عن حياتهم ..ولكن الذى سنعرفه ان حركة شاس ماهي الا ظاهرة صغيرة من ظاهرة اكبر بشكل يثير فضولك ..شاس معبرة عن "يوم سبتهم " او الدين الذى يعبر عنه الصهيونية السياسية او بشكل اخر الدين الذى يحرك الصهيونية السياسية ومن هنا تأتي القصة والحكاية ..

"يوم سبتهم " تعبر عن تلاقي الصهيونية مع العقيدة اليهودية ..اعتقد وربما هذا الاعتقاد خطأ عند البعض ان الصهيونية هي خلاصة العقيدة والاسطورة اليهودية ومعبرة عنها بشكل كبير ..العقيدة اليهودية تتصف بالعنصرية الشديدة تجاه غير اليهود وكان هرتزل معبر عن احياء هذه الاسطورة ومنفذها بن جوريون ورفاقه والضحية دائما الطرف الاضعف ..افكار اليهود وعقيدتهم مرتبطة بالصهيونية ..افكارهم التي بنوها منذ الاف السنين ..

عندما تقرا ان مواطنا اسرائيليا لم يسعف جريح فلسطيني ينزف بحجة ان اليوم هذا السبت المحرم علي اليهود كتابة اي ورقة او الاتصال ويعتبر هذا اجراما في العقيدة اليهودية وعندما عرضت هذه القضية علي المحاكم الدينية في القدس اعتبر الحاخامات ان المواطن الذى قام بذلك تقيا صالحا وانه نفذ الاوامر التلمودية بالحرف ..

انه التلمود ياسادة ..الاسرائليون يعيشون العصور التلمودية علي ارضهم التي اغتصبوها من الغير ..الاحتلال ليس سياسيا كما نعتقد بل هو عقائدى مستمد من الاسطورة التي حاكوها من انسجة التواراة والتلمود ..الان يمكني القول ان اسرائيل تلمودية بكل متعنيه الكلمة من معني ..

السبت المقدس له معني كبير في اسرائيل اليوم .."ممنوع ركوب الدراجات ياصغار لانه السبت هكذا يقول الحاخام فاذا قيل له الدراجات لم تقال في التلمود يرد قائلا الماشية موجودة والدراجات تقوم بنفس الوظيفة في العصر الحديث "
انه يوم سبتهم المقدس .. يوم الخداع اليهودى القديم الذى صوره القرأن بروعة حينما قال الله تعالي :

"وَاسْأَلْهُمْ عَنِ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ حَاضِرَةَ الْبَحْرِ إِذْ يَعْدُونَ فِي السَّبْتِ إِذْ تَأْتِيهِمْ حِيتَانُهُمْ يَوْمَ سَبْتِهِمْ شُرَّعًا وَيَوْمَ لا يَسْبِتونَ لا تَأْتِيهِمْ كَذَلِكَ نَبْلُوهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْسُقُونَ"

يوضح اسرائيل شاحاك في كتابه " تاريخ اليهود ،الديانة اليهودية وطأة ثلاثة الاف سنة " هذه الاية بشكل عملي للغاية من وجهة نظر مواطن اسرائيلي عاش في اسرائيل وتربي علي افكارها ..ولد شاحاك عام 1933 في بولندا وهاجر الي فلسطين عام 1948 وكان يظن ساعتها انها الجنة الموعودة لليهود حتي عرف الحقيقة واعترض علي ممارسات اسرائيل ضد العرب ثم ترك اسرائيل وتوفي عام 2001 ..شاحاك فضح الممارسات الاسرائيلية المستمدة من الديانة اليهودية ذاتها والتراث اليهودى التي استمدت منه الصهيونية ارائها وافكارها الاشد خطورة لانها جعلتها في قالب الدولة السياسية واليك ببعض النقاط الهامة حول بعض التراث اليهودى الذى يمارسه المواطن العادي داخل اسرائيل اليوم :
  • حلب الابقار في الكيبوتس ..حيث يحرم حاخامات حلب الابقار في يوم السبت ولكن يخدع اليهود الي الان بطريقة التحايل الشهيرة حيث اصدر الحاخامات رؤية خاصة وهي ان الحلب يصبح مباحا في حالة صبغ اللبن باللون الازرق ..وهذا الحلب السبتي الازرق يخصص لصناعة الجبن حصرا ..بل ان الحاخامات اليهود ابتدعوا بعدها رؤية اكثر مكرا وهي مادامت ضروع البقرة تؤلمها فيجوز حلبها لانهاء المعاناة ويصر اليهودى بوجود دلو حتي ينساب اللبن المحرم فيه ويستفاد منه في النهاية .
  • السنة السبتية الخاصة بالاراضى الزراعية هذا القانون مطبقا من الف عام عند اليهود طبقوه بحذافيره عند قيام الدولة ..ينص القانون علي اعفاء خاص للمستوطنين بطريقة التلاعب واصبح من القوانين الاسرائيلية الراسخة حيث يعطي وزير الداخلية الاسرائيلي وثيقة خاصة للحاخام الاكبر الذى يبيع بيعا صوريا للاراضى الاسرائيلية لمشتر بأجر رمزى جدا وعند انتهاء السنة يأخذها الحاخام وبالتالي للحكومة لان التلمود يحرم الامتلاك في هذه السنة وبالتالي يتخلص اليهود بتلك الحيلة من الاراضى وايضا بطريقة تلاعبية صورية ..

اذن الدولة خاضعة للحاخام واحكامه وتعاليمه اي انها دولة علمانية امام الجميع دينية ايضا امام الجميع ..اذن نفهم ان الصهونية دينية مستمدة من التلمود المتعصب ضد كل ماهو غير يهودى وستجد بين ثنايا التلمود احكام تتعلق بالامميين غير اليهود منها ماهو متعلق بتعامل اليهودى مع غير اليهودى وستجدها في ممارسات الدولة الاسرائيلية ضد رعايها من غير اليهود وبالاخص عرب 48 داخل الخط الاخضر وبالرغم من هؤلاء يمتلكون الهوية الاسرائيلية ولكنهم لايمتلكون القرار ولا اي شىء اخر ويعاملون كمواطنين من الدرجة العاشرة بسبب التمييز اليهودى لا الصهيوني ..اذا افترضنا ان الصهيونية سياسية قائمة علي الدولة بكل ماتعنية الكلمة وافتراضتها المتوقعة من المواطنة والتمثيل الانتخابي واسس الدولة الحديثة ستجد ان الصهيونية تستمد من الاحكام التوراتية والتلمودية في مسارها السياسي والاقتصادي والمجتمعي ..

بن جوريون الذى صرح امام الجميع في الكنيست اثناء حرب السويس 1956 " إن إسرائيل بدأت حرب 56 لا للدفاع عن النفس بل لتأسيس أجزاء من مملكة سليمان" اذن الصهيونية تهدف الي ملك سليمان ..
النشيد الوطني الاسرائيلي ذاته "الهاتكافا" ينص بالاتي ( مادام قلبي اليهودى ينبض فاسبقي احلم ان اعود الي ارض الاباء والاجداد ارض صهيون واورشليم )
العلم الاسرائيلي ذاته الذى يعبر بكل ماتعنيه الكلمة من احلام ومعتقدات اليهود ..خطان ازرقان في اشارة الي النيل والفرات ونجمة داوود الشهيرة علي اراضي ستمتد من ضواحي القاهرة غربا الي الكويت شرقا ومن جنوب الاناضول شمالا الي شمال المملكة السعودية جنوبا ..

يقولون دائما في اسرائيل ان اي مسيحي في بيرو يتهود اي يصير في الملة اليهودية يصبح له الحق في الهجرة الي ارض الاباء والاجداد ..اظن ان هذه المقولة صحيحة من حيث التراث والواقع اليهودى اليوم وستبقي شاس وحركات اخرى لها من الوجود في السياسة الاسرائيلية ماتحتم عليه التقاليد اليهودية العتيقة ....

يتبع ...ان شاء الله

الخميس، 4 نوفمبر 2010

اشياء لا تشترى


اكثر مما يثير حفيظتي الي حد الغضب ان اسمع مقولة " الرجالة ماتوا في 73 " هذه تعني ان الذي بقي في مصر الان مخنثين او نساء مع الاحترام الكامل للنساء وعدم الاحترام للنوع الاول الذى ينطبق علي فئة معروفة في الاوساط المصرية نعرفها جميعا لا داعي لذكرها ..الحقيقة عندما تقال هذه المقولة اتذكر الحرب التي انتهت قبل مولدى ومولد جيل كامل لا يرى الا انبطاح كامل من مصر امام الصهاينة واستسلام كامل من الاوساط الرسمية امام هذا الكيان ..

جيل تربي وترعرع علي ان اسرائيل صديق وان العداوة انتهت الي نهاية طبيعية بين الدول ..ولكن السؤال الاهم هل اقتنع الشباب او الجيل الذى ولد بعد زيارة السادات الي القدس التي تحل ذكراها في هذا الشهر من كل عام ؟؟
هل هذا الجيل بالفعل يعتبر ان اسرائيل صديق ..هل اقتنع الشباب العاطل الذى لايجد قوت يومه بالسفر لايجاد الرزق هناك ؟؟..هل انتقل التطبيع من كلمة الرسمي الي الشعبي ؟؟

هل سمعت عن التسمية الجديدة لمصر في الاوساط الشعبية العربية ؟؟ "مصرائيل " ..هل ترضى كمصرى بهذه التسمية ..الحقيقة ان هذه التسمية اطلقت من الجزائريين بعد المباراه الفضيحة بين مصر والجزائر في تصفيات كأس العالم ..اصبحت مصر بقدرة قادر الي مصرائيل ..لن اتدخل في العداوة المتبادلة واسبابها بين الطرفين لانها ليست موضوع التدوينة ..ناهيك ان بعض المرضى النفسيين هم من اطلقوا هذه التسمية ..نعم مرضى بالتعصب الاعمي ..وبالقبلية البغيضة ..كأنهم في عصر داحس والغبراء ..ربنا يشفي علي اي حال ..

الحقيقة اذا قلنا ان التطبيع وصل الي مداه "الرسمي " في تصدير الغاز الي الكيان الصهيوني والتطبيع من بعض الذين ينتسبون الينا للاسف مثل وزير فاسد كيوسف والي الذى ادخل الي مصر الكنتالوب والطماطم الاسرائيلي ناهيك عن المبيدات المسرطنة التي ابتلي بها اجساد المصريين البسطاء ..الي ان وصل للحصار الظالم علي غزة لان فيها حماس ولان حماس فرع من الاخوان المسلمين لذلك لايجب ان ينتصروا حتي لايقلدهم اخوان الداخل وايضا لارتباط النظام المصرى بمشروع التوريث المنتظر الذى ينتظر موافقة اسياد البيت الابيض والقابعين في تل ابيب ..

سؤال اخر في منتهي الاهمية ..هل وصلت قوى التطبيع الي التغلل في نفوس الشعب المصرى ..الحكاية بين مقاومة ورفض من ناحية ..وتسليم بالامر الواقع ومصلحة تدر علي رجال الاعمال الملايين والاقتراب من دوائر الحكم من ناحية اخرى ؟؟

سليمان خاطر اختار ان يكون من ضمن فريق المقاومة ..هل تذكرون سليمان خاطر ..ام انه ليس في الخاطر ..اذا سألت رواد المدونة الكرام واقفلت التدوينة علي هذا النحو ماذا ستيجبون ؟؟

الحقيقة انني اثق فيكم كمثقفين واعين ..واثق فيكم لان هناك اكيد من سيتذكر هذه الشخصية لانهم كانوا يعيشون هذا العصر ؟؟ام الشباب سأخجل من نفسي كثيرا عندما اسألهم لانني لا اريد احراج نفسي معهم فنحن من الجيل المشار اليه انفا ..

سليمان خاطر هذا الجندى الرائع الذى جند في الامن المركزى قبل ان يجند البسطاء ممن لايعرفون كتابة اسمائهم ..واظن انهم بعد هذه الحادثة فعلوا ذلك لعدم تكرارها ..سليمان خاطر الذى ولد في قرية اكياد في عام 1961 وهي القرية القريبة من مدرسة بحر البقر الذى ضربت بعد ذلك حين بلغ التاسعة من عمره ..يراها سليمان متهدمة فوق رؤوس الاطفال ويرى الدم لاول مرة في حياته ..اظن ان الذكرى التصقت بذهنه ..واظن ان الذكرى دفعته الي التمسك بحقوق هؤلاء الابرياء مهما طال الزمن ..التحق سليمان بالتجنيد الاجبارى كباقي رفاقه وجند في الامن المركزى التابع لوزارة الداخلية وكان مكان تجنيده جنوب سيناء علي الحدود المصرية الاسرائيلية ومن هنا تبدأ حكاية ونهاية سليمان ..

هل تذكرون التهليل من النظام المصري الرسمي عندما قتل ظابط مصري علي حدود مصر مع غزة عندما قنصه احد افراد حماس بينما اكتفي الصمت عندما قتل جنود مصريون كثر علي الحدود الاسرائيلية ..فيما يبدو يطبقون المثل الشهير اسود علي شعوبهم نعام امام اعدائهم ..علي اية حال الوضع كان مشابها كثيرا عام 1985 عندما جند سليمان ..

سليمان خاطر الان في موقعه في حراسة تلة تدعي بتل البرجة ..رأى حوالي 7 اسرائليين يتقدمون نحوه في يوم 5 اكتوبر قال لهم توقفوا بالعربية ثلاث مرات وهم يتقدمون اعادها عليهم بالانجليزية ثلاث مرات اخرى وهم مازلوا في سيرهم نحو الموقع ..لم يتردد لحظة في اطلاق الرصاص عليهم عندما تجاوزوا الحدود وقتلهم جميعا ..

سلم نفسه للقيادة المصرية التي احالته الي المحكمة العسكرية وحوكم في اواخر عام 1985 بالسجن المؤبد 25 سنة
بالطبع صدم سليمان ولكنه افاق من الصدمة واكد لاهله الذين يزورونه بعد السجن ان القيادة المصرية ستفرج عنه لامحالة فهو بطل ويستحق التكريم علي دفاعه عن ارض مصر ..لكن الذى حصل لخاطر لم يكن علي الخاطر ..

انتحر سليمان ..مارأيك في هذه الجملة ..يصر اهله علي ان الحقيقة ان قتل ..قتله الموساد الاسرائيلي ..
الحقيقة ان الذى يتتبع سير القضية يرى حقائق تؤكد مقتله ..كان سليمان متدينا يعرف ان الاقدام علي الانتحار جريمة لاتغتفر ..الي جانب ثقته الكاملة في الافراج عنه وتكريمه وكان يردد ذلك لاهله الذين يزورونه بعد السجن ..طلبه لكتب للقانون ليقرأ فيها اثناء مدة السجن ومعجون اسنان واشياء تتعلق بملابس يريد ان يرتديها داخل السجن وكانت هذه الطلبات قبل يوم من الجريمة ..الصفة التشريحية له والتي توضح ان هناك شبهة جنائية في مقتله وذلك لان اظافره كما يوضح احد اقربائه متكسرة من فرط مقاومته لقاتله ..الموساد هو من قتله ...

الموساد الذى قتل جمال حمدان المفكر المصرى ..الذى قتل يحي المشد في باريس العالم المصري الذى بني المفاعل العراقي ..هو فيما يبدو قتل سليمان خاطر ولكن السؤال هنا لماذا قتله ؟؟

الحقيقة انني لا املك الاجابة فهي تحتاج الي بحث ..ولكن هل اسرائيل ترضي عن من يقاومها ..الاجابة واضحة للغاية .. مات سليمان وللاسف ماتت ذكراه العطرة وتاهت بين المصريين ..


أضمك وجرحي
بينزف قُبل
برغم اللي خانوا
و رغم اللي هانوا
و رغم اللي كانوا
" في غاية الخجل"

*
أضمك و حتماً يدور العجل
في كل الأراضي
اللي خُضرة وحبل
مادام لسه بغزل
حروف الغزل
وبنقش غرامي قصيدة
و كلامي بينقش أسامي
بحجم الدبل

حاضُمّك
و بحلم بحضنك وبيت
أنا اللي بنيلك و طَميِك
حييت

**

و ضيعت عمري
و ما كنت أدري
ولو كنت أدري مكنتش بقيت
على أي صهيوني أول ما جيت


***

خصيمكم نبينا في يوم الحساب
إذا ماالتقيتي بهذا الكتاب
ولم تصدقي
ولم تعشقي
ولم تلحقي
حتى لو بالحجارة
و يركب قفاهم بشارع و حارة
ما بين الآثار
و جوى الديار
بأرض المطار
أو بمبنى السفارة
و آخر كتابي
أيا مهجتي
أمانة ما يمشي
ورا جثتي
سوى المتهومين بالوطن
تهمتي
فداكي بدمايا اللي شاغلة الخواطر
بطول الزمان

احمد فؤاد نجم " قصيدة سليمان خاطر "

اينما كان الوضع ..قتل سليمان بأيدى الموساد او اخرون ..انتحر ...او اي شىء اخر ..الا انه هدم مقولتين في غاية
الاستفزاز للشعب المصرى ..الرجالة مازالوا في بلدنا الي قيام الساعة ..وان مصر لن تتحول الي مصرائيل ابدا

الأربعاء، 27 أكتوبر 2010

رحلة الدم والنار


سأبدأ الحكاية من حيث انتهت ..او من حيث انتهي اليه الضمير والوجدان العربي ..او من حيث انتهي الصغار في المعرفة او حيث انتهي المؤرخون في التسجيل والتدوين ..او حيث النصب الذى انتهي منه اهالي بيت لحم لتخليد البطل ..او من حيث ضريحه الذى يقف عليه ابنه ويقرأ له الفاتحة ..او من حيث شارعه الذى يحمل اسمه في المهندسين ولا يتذكر سكان الشارع او حتي المارون به شىء من الشارع الا الاسم ولايعرفون الحقيقة او الحكاية من مبتدأها الي منتهاها ...

اذن نحن امام احمد عبد العزيز قائد القوات المتطوعة في حرب 48 الذى قاد هذه القوات الي المجد والتاريخ الذى لايذكره احد ..عامة المشكلة وجرحها النازف اننا لانذكر الا التاريخ الرسمي ..لا نذكر الا التاريخ المدون في سجل الحكومة ..لا نذكر الا ابطال الحكومات او ابطال الجيش الرسمي اما الابطال الذين يخالفون الرسميات لايذكرون بخير ..ولكن استثني من فضلك احمد عبد العزيز فالرجل مشهور في انحاء الوطن العربي من يعرفونه في جيله يتذكرون ظاهرة البطل التي عاشها هذا الجيل طوال اكثر من ثلاثة شهور هى رحلة الدم والنار التي قادها البطل ورفاقه في ارض الميعاد ..ارض ميعاد ايضا لنا بالنسبة لنا نحن المسلمون ..ليس لليهود حق في التسمية ..

العين بالعين ..والسن بالسن ..والدم بالدم ..والقتل بالقتل ..لايعرف البطل سوى هذه اللغة ..ولايعرف اليهود الا هذه اللغة ..قل ماشئت من حواديت السلام والاستسلام والهدنة وقرارات الامم المتحدة والمنحلة ايضا ..البطل لا يعرف في حياته الا هذه اللغة من اول اللحظة التي حمل فيها السكين صغيرا ليثأر ممن قتل اخوه عمر في مصر حيث الثورة التي اضطرمت في 1919 والتي قتل فيها اخوه غدرا علي يد ظابط انجليزى ..ليتحول بعدها احمد اخوه الي رجل يتحمل المسئولية ويخطط وهو وزملاءه الصغار لقتل الانجليز وينفذها ..من اول اللحظة التي دخل فيها الكلية الحربية ..من اول اللحظة التي قرر فيها بأباء ان يتطوع للحرب ليكون اول المتطوعين لهذه الحرب ليحرج القيادة المصرية انذاك حيث كانت لم تقرر بعد هى وشقيقاتها من الدول العربية الدخول في حرب ..وكان البطل قد قرر ان يدخل الحرب وليكن مايكون ..هو لا يعرف الا لغة القوة بمعتقده الايماني القوى وايمانه ان هذه الحرب حرب مقدسة ..

دائما كنت تسمع المتشدقون في هذا الامر ليخرجون عليك ويقولون ان الحرب بيننا وبين اسرائيل هي حرب سياسية او حرب علي ارض .. الحقيقة انني درست ان هناك نوعان من الحروب ..حرب حدود ..وحرب وجود .. بالطبع وانت تعرف القضية كلها الحرب بيننا وبينهم هي حرب وجود او ابعد من ذلك فهي حرب معتقد ..حرب مقدسة ..لا اقول هذا الكلام من عندى بل هو موجود في مذكرات القادة الصهاينة من اول بن جوريون الي رئيس الوزراء الحالي الذى يخرج علينا كل حين ليوضح للعرب ان لا يوجد تفاوض من اي نوع علي القدس ...

احمد عبد العزيز يعرف هذه الحقيقة وحارب علي اساس هذه الحقيقة ..وكانت عينه وقلبه ووجدانه في القدس ..من مقولته التي يبينها التاريخ دوما .." لو ضاعت القدس الغربية من ايدينا فلن نحررها الي قيام الساعة " هكذا قالها لجنوده الذى كان بمثابة اب واخ لهم ..قاد المعارك بحنكة وقوة غير معهودة اخافت واثارت اعجاب موشى ديان الذى كان علي جبهة القدس يدافع عنها ..احمد عبد العزيز المغامر في نظر القيادة المصرية التي كانت ترسل له دوما ان يطيع اوامرها وكان يخالفها لصالح قواته التي وصلت الي منطقة لم يصل اليها جندى عربي الى الان وهي جبل المكبر وهو جبل جنوب القدس وهو الجبل الذى كبر من عليه عمر بن الخطاب والمسلمون في يوم استلام مفاتيح القدس من بطريرك القدس التابع للروم انذاك ..

الحقيقة هذه نبذة مختصرة من سيرة البطل ..هناك فيلم وثائقي تناول سيرته علي قناة الجزيرة الوثائقية
وهذه هي الروابط بين ايديكم لمن يريد معرفة الحكاية من اولها الي حيث لم تنته ::

الأحد، 3 أكتوبر 2010

الفرقة ال39


دائما نرى اعلانات مستشفي الاطفال لسرطان الاطفال ونتعجب في زمان كثر فيه التعجب من ارادة مصرية تحققت اخيرا في زمن قلت الارادة المصرية في كل شىء ..نرى الانهزامية التي تغلغلت في نفوس المصريين ..نرى قلة الحيلة والامبالاة والسلبية في عيون الشباب الذين هم اجدر من يبثوا روح العطاء والامل ولكنني لن اعيب علي الشباب بقدر ما اعيب علي الحكومات المتعاقبة علي مصر التي كانت السبب الرئيس في ذلك الامر وايضا لن اعيب علي الحكومات بقدر ما اعيب علي المؤرخين ومثقفي مصر الذين لم يقوموا بتغيير نفوس الشباب الي الافضل ..هل يعرف الشباب ماهي الفرقة 39 ؟! اسمع من الشباب من يتهكم ويقول هى فرقة كروية شهيرة اواسمع اخر يقول بل هي فرقة موسيقية شهيرة ...

كنت اشاهد احدى الاعلانات التي تروج لمستشفي الاطفال وتدعو المصريين الي التبرع لهذا الصرح الجميل الذى تجسدت في الروح المصرية التي تكاد تختفي بين ركام الانهزامية وسمعت صوت الاستاذ ابراهيم حجازى وهو الكاتب الصحفي واحد ابطال نصر اكتوبر العظيم وهو يدعو المصريين الي التبرع لهذا الصرح .. ولكن هل مستشفي الاطفال فقط من يستحق التقدير وكل هذا الاهتمام ؟! قد نقول ان هذا الصرح عظيم وجميل ولكن هناك من يستحق التقدير اكثر واكثر ..هل يسمع المشاهير من الفنانين والصحفيين ولاعبي الكرة والسياسيين عن مستشفيات الصعيد او الدلتا في القرى والنجوع التي تحتاج الي نظرة عطف او حتي بتبرع صغير او يسمعون عن المستشفيات الغارقة في العفن والمجارى اه والله ..هل ينظرون الي المستشفيات التي يهجرها المتبرعون وهي الي امس الحاجة الي التبرع ..

الحقيقة انني لا اعيب علي هؤلاء ولا اعيب علي مستشفي الاطفال فهذا ليس موضوع المقال علي الاطلاق ولكن عندما سمعت ابراهيم حجازى وهو مثل ماقلت انه من ابطال نصر اكتوبر وهو ليشجع الناس علي التبرع وهو شىء يشكر عليه تذكرت ابراهيم اخر كان له دور كبير هو وفرقته في تغيير تاريخ مصر وتحويل مصر الي نصر بعد هزيمة ومن ذل الي عز وهو لعمرك شىء كبير لايقدر عليه الا بطل مثل ابراهيم الرفاعي ..

ابراهيم الرفاعي عبد الوهاب لبيب المولود في حي العباسية بالقاهرةعام 1931 لاسرة تنتمي الي التقاليد العسكرية حيث كان جده الاميرلاى عبد الوهاب لبيب والذى تخرج في الكلية الحربية عام 1954 لينضم الي سلاح المشاة ثم الي اول فرقة صاعقة في الجيش المصري في منطقة ابو عجيلة في بدايات العدوان الثلاثي لينضم الي القوات المقاتلة ولفت الانظار له انه ليس بجندى عادى فهو يتميز بالقوة والشجاعة حيث كان من المدافعين عن مدينة بورسعيد ابان الحرب عام 1956 واصبح مدرسا في مدرسة الصاعقة بعد الحرب ..

الحقيقة ان السرد لشخصية ابراهيم الرفاعي لن يوفيه حقه ..ابراهيم الرفاعي الذى كون ابان حرب يونيو 1967 فرقة
صاعقة اختار جنودها وظباطها بنفسه وكانت مهمتها ان تتعدي خطوط العدو في عمق سيناء وتنفذ عمليات تؤرق العدو ليل نهار ..ابراهيم الرفاعي الذى كان مصدر قلق رهيب للعدو بفرقته التي سميت 39 لانها في هذا الوقت الفرقة المصرية الوحيدة من القوات المصرية التي عبرت القناة في جميع الظروف ..

كانت الفرقة ال39 مكونة من جنود وظباط تربوا علي يد ابراهيم الرفاعي وحسه العسكرى وكانوا ينفذون كل ماهو مطلوب منهم من اوامره ..الفرقة 39 كانت متخصصة في عبور القناة وضرب خطوط العدو الرئيسية وكان الاسرائليون يعملون حساب كبير لها بل ان الجنود الاسرائليون كانوا كثيرا ما يصرخون في الاستغاثات الواردة من الجبهة والتي كان مسئولو المخابرات المصرية يلتقطون هذه الصرخات ويبعثون بالشرائط المسجلة الي ابراهيم الرفاعي كمكافأة له علي كل عملية يقوم بها ..كانت الفرقة ال39 والتي قامت بعمليات شهيرة جدا مثل عملية لسان التمساح والتي كانت عملية انتقامية علي استشهاد الفريق عبد المنعم رياض مارس 1969 والتي خطط لها الرفاعي جيدا ودرب جنوده علي اقتحام هذا الموقع في صحراء دهشور وتقرر موعد العملية بعدها بعد التدريب لنجد ابراهيم الرفاعي علي رأس قواته في الموقع الذى اسفر عن مقتل كل الجنود الاسرائليين في الموقع وقد قتلوا ذبحا بالسونكي وتم تفجير الموقع بالكامل واعترضت بعدها اسرائيل علي القتل الوحشي علي حسب وصفها في الامم المتحدة ..

استمرت الفرقة ال 39 في عبور القناة وقتل الاسرائليين ورعبهم حتي اكتوبر 73 حيث تم ادخال هذه الفرقة من ضمن القوات العاملة في الحرب ومن ضمن عملياتها الناجحة في الحرب :
  • يوم 6 أكتوبر ويهاجم منطقة آبار بترول بلاعيم
  • يوم 7 أكتوبر يهاجم مطار شرم الشيخ
  • يوم 8 أكتوبر يهاجم منطقة راس محمد وشرم الشيخ
  • يوم 9 أكتوبر يهاجم شرم الشيخ مرة ثانية
  • يوم 10 أكتوبر يهاجم مطار الطور ويدمر أتوبيس يقل طيارين اسرائيليين وتصاب إسرائيل بالرعب
  • يوم 15 أكتوبر يعاود مهاجمة مطار الطور
كانت من اعظم اعمال ابراهيم الرفاعي علي الاطلاق هي انهاء عبور القوات الاسرائيلية من الاسماعلية الي القاهرة
وتدمير كل هذه القوات ومنعها دخول القاهرة وفصل القوات الاسرائيلية بقوات اخرى علي الضفة الاخري وهي العملية التي استشهد فيها البطل ابراهيم الرفاعي وتنتهي الاسطورة التي كانت تخيف العدو علي مدار 6 سنوات كاملة والتني قام فيها ابراهيم الرفاعي وفرقته بأعظم مايمكن ان يقوم به المصري للتبرع للوطن وانها ذلته وخزيه وعاره
ماحوجنا اليك ياصاحب العزة والكرامة ..ارجو اذا لم كنت تعرف ابراهيم الرفاعي ان تقرأ سيرتهاكثر وتتعلم منه ..نحن في امس الحاجة اليه لكي ينشلنا من العفن الذى اصبحت فيه مصر حتي النخاع ...