في منتصف شهر مايو عام 1948 كانت جولدا مائير تزرف الدموع عندما تذكرت مؤسس الدولة الحقيقي لطالما تمنت ان يكون بينهم ويرى فكرته وقد تجسدت اخيرا في دولة وسلطة علي ارض طالما حلم بها كانت تزرف الدمع في هذا اليوم المجيد من التاريخ حيث اقيمت الدولة التي كانت تحلم بها في شبابها وارادت ان تدفن في ثري ارضها كان علي يمينها دافيد بن جوريون
وهو يعلن قيام دولة اسرائيل لعله تذكر هو الاخر البداية ...يقولون ان لكل شىء بداية وبداية الاشياء المجيدة في التاريخ بدأت بدعوة وفكرة ثم تنفذت علي مدار الايام والليالي بعزم المؤمنين بهذه الدعوة والفكرة.
وهكذا جاءت البداية بداية دولة بني صهيون علي يد ابنائها الابرار من اليهود المخلصين في العالم.....
لعل كان لسان حالهم في اصقاع العالم عندنا المال عندنا السلطة عندنا الاسطورة عندنا القوة والنفوذ والسياسة ولكن ليس عندنا اهم هذه الاشياء الارض التي تجمع كل ذلك كأنها الرحم الذي يتكون فيه الجنين وينمو ويخرج الي الدنيا ....
وكان رئيس الدعوة ومتبنيها منذ البداية تيودور هرتزل الصحفي الذي ارتدي عباءة اليهودية القديمة واراد بمقالاته وخطبه الحماسية ان يوصل فكرة الدولة الي جميع اليهود ويزيل عنهم الغبار الذى غطي علي افكارهم وعقولهم ويذكرهم بتاريخهم ويبث فيهم العزيمة والايمان بالفكرة يزيل عنهم الاسطورة التي تقضي ان فلسطين ارض الميعاد عندما يأتي المسيح المخلص ويقودهم في حرب وتكزون لهم ارضا وملاذا ويضع اسطورة اخرى تقضى ان فلسطين هي ارض الميعاد ولكن لن يأتي المسيح المخلص الا ببناء دولتهم علي اراضى الاغيار الحمير اي غير اليهود الحمير الذين يعتبرونهم ان الله خلقهم ليمتطيهم اليهودي ويقتلهم بغير حساب ...........
الف هرتزل كتابه الشهير الدولة اليهودية ليكون مرجعا لليهود في تأسيس الوكالة الصهيونية بعد ذلك ويكون مرجعا لهم الي قيام دولة اسرائيل في 1948 وقد نشر الكتاب بسرعة كبيرة بفضل الذهب والمال الذي تمتلكه التيارات اليهودية الممتدة في جميع انحاء العالم لينتشر الكتاب بين اليهود كأنتشار النار في الهشيم.......
اراد هرتزل ان يتبعه بمؤتمر بازل الشهير في العام التالي عام 1897 لمدة ثلاثة ايام متتالية من 29 الي 31 من شهر اغسطس ونوقشت فيه قضايا مطروحة حول فكرة الدولة ولكن اليهود لم يكن في طموحاتهم فلسطين وحسب بل ابعد من ذلك
فوضوعوا كتاب برتوكلات حكماء صهيون للسيطرة علي العالم اجمع اذن نفهم من خلال ذلك انه مؤتمر خراب العالم والاستيلاء عليه وبدايه تحركات الحركة الصهيونية جاءت من خلال هذا المؤتمر ولتبدأ خطوات العمل للا ستيلاء علي العالم اجمع..
اما عن خطوات هرتزل في هذا السياق فكان عليه استيقاظ همم اليهود وحثهم علي الجهاد من اجل القضية والجهاد من وجهة نظره هي "يوم يقوى اليهودى علي قيادة محراثه" اذن الاستيلاء علي العالم عن طريق المال والاعمال الي جانب غرس روح العمل والاجتهاد من اجل الاسطورة لتتحقق علي ارض الواقع .........يتبع